علاج ادمان الكبتاجون

الكبتاجون  ،(Captagon)هو الاسم التجاري لمخدر يسمى فينيثايلين (fenethylline). هذا المركب ينتمي لسلالة الأمفيتامينات، وهو أحد المواد المنشطة للجهاز العصبي، وهو وصف يطلق على المواد التي تسبب تحفيز المخ وزيادة معدلات الانتباه والنشاط لدى البشر، هذه المجموعة كانت في الماضي تستخدم لبعض الأغراض العلاجية قبل أن يتم اكتشاف آثارها القوية على الجهاز العصبي لا سيما تأثيرها الخاص بحدوث نوع من الإدمان لها.   وهناك العديد من أنواع الكبتاجون تختلف من بلد لآخر وفقًا لطريقة التحضير الكيميائي له والإضافات الخاصة بالمواد الدوائية الفعالة الأخرى، و لكنها جميعًا تتفق في تمركزها حول الامفيتامينات كمادة أساسية.   للكبتاجون أسماء شائعة ومتعارف عليها بين المدمنين والمروجين منها: أبو ملف / ملف شقراء / الأبيض / أبو داب / دفني / داتسون / بيضاء / قشطه / أبو قوسين / أبو مسحة، وتختلف الأسماء من بلد لآخر.  

أضرار الكبتاجون:

على المدى الطويل يسبب الكبتاجون وإدمان الامفيتامينات بشكل عام العديد من المشكلات الصحية الخطيرة التي تشمل: – تضرر مستقبلات الدوبامين العصبية في بعض مراكز المخ المسئولة عن الذاكرة والحركة التي تتحسن مع الإقلاع عن استعمال المخدر. – اختلال في مستويات بعض الخلايا الداعمة لأنسجة المخ تجعل المخ أكثر عرضة لتؤذي الخلايا وتعرضها للمضاعفات الصحية المختلفة. – أمراض نفسية مثل البارانويا والهلاوس والأنماط الحركية المتكررة. – زيادة الشعور بالتشتت وانخفاض القدرة على التركيز. – السلوك العنيف وارتكاب الجرائم. – فقدان الوزن. – تسوس الأسنان وتساقطها. – القرح الجلدية في المدمنين على المدى الطويل نتيجة الهلاوس الخاصة بسير حشرات على الجلد وما يصاحبها من هرش متكرر وعنيف.   كما أن الكبتاجون بشكل عام وغيره من المخدرات غالبًا ما يصاحبها سلوكيات غير سوية قد تؤدي إلى انتقال أنواع خطيرة من العدوى مثل الايدز وفيروس الالتهاب الكبدي سي و فيروس بي. وبالتأكيد يبقى الإدمان هو أخطر المشكلات المترتبة على تعاطي الكبتاجون.   العلامات الدالة على متعاطي الكبتاجون: نظرًا إلى كونه منشطًا عصبيًا، فإن هناك العديد من الأعراض الواضحة التي يمكن ملاحظتها على متعاطي الكبتاجون وتشمل: – زيادة معدلات النشاط والحركة بشكل أكبر من المعتاد بنسبة كبيرة. – زيادة قدرة الشخص على التركيز في فترات تأثير المخدر. – زيادة فترات استيقاظ المتعاطي بشكل كبير مع حصوله على كمية كبيرة من النوم كل بضعة أيام على سبيل المثال. – انخفاض الشهية. – الحالة المزاجية المرتفعة في ظل تأثير المخدر. – زيادة معدل التنفس. – زيادة ضربات القلب مع عدم انتظامها أحيانًا. – ارتفاع ضغط الدم. – ارتفاع حرارة الجسم نسبيًا. و بشكل عام فإن هذا المزيج من الآثار يؤدي إلى شخص فائق النشاط لكن قدرته في الحكم على الأمور غير دقيقة نتيجة وقوعه تحت تأثير منشط عصبي قوي يجعله أكثر تطرفًا في الحكم على الأحداث أمامه، لا سيما مع الحالة المزاجية العالية واحتمالية وجود هلاوس.  

إدمان حبوب الكبتاجون:

حبوب الكبتاجون كانت تستخدم في الماضي لعلاج بعض الأمراض العصبية الخاصة بفرط النشاط ونقص الانتباه، و لكن مع ظهور آثارها طويلة المدى ومشكلاتها فقد تم إيقافها في أغلب دول العالم. لذا فإن احتمالية وقوع شخص في فخ إدمان الكبتاجون بعد وصفه له من قبل الطبيب هو احتمال منخفض، وغالبًا يحدث تعاطي الكبتاجون من خلال شخص إما متطلع لتجربة جديدة دون تحسب لعواقبها، أو شخص مدمن بالفعل ويبحث عن مخدر جديد ويعطيه تجربة نفسية مختلفة.  

وفي جميع الأحوال فإن تناول هذا العقار بأي جرعة يؤدي إلى حدوث آثاره، وكونه يعطي في بداياته آثارًا جيدة من الناحية الظاهرية مثل زيادة القدرة على الانتباه وزيادة النشاط، فإن هذا يجعل الوقوع في الفخ أكثر بريقًا، ولكن هذا يخفي ورائه الآثار السلبية الخطيرة على المدى الطويل التي ذكرناها بالأعلى.   الكبتاجون و الجنس: رغم أن استخدام مشتقات الامفيتامين ومن ضمنها الكبتاجون يرتبط على المدى القصير بزيادة في الرغبة الجنسية، لكنه على المدى الطويل، فإن هناك دراسات تشير إلى أن مدمني الكبتاجون وغيره من مشتقات الامفيتامين يعانون من خلل عضوي في الوظائف الجنسية من أهمها مشكلات ضعف الانتصاب.  

علاج إدمان الكبتاجون:

وفقًا للمعهد الوطني للإدمان في الولايات المتحدة، فإن أفضل طرق علاج إدمان الكبتاجون ومشتقات الامفيتامين يتمثل في العلاج السلوكي، هذا العلاجي السلوكي يتضمن عدة تقنيات من أشهرها تقنيات العلاج السلوكي الإدراكي المستخدمة في العديد من العلاجات النفسية. و من أمثلة التقنيات العلاجية ما يسمى نموذج ماتريكس الذي يتكون من خطة علاج سلوكي شاملة مقسمة على 16 أسبوع وتشمل العديد من المكونات من أهمها:    

– تعديلات سلوكية للمدمن.    

– تثقيف وتوعية صحية خاصة تستهدف أسرة المدمن والمحيطين به.    

– استشارات فردية للمدمن حسب حاجته.    

– استعمال نموذج الاثنتي عشرة خطوة لدعم المدمن.    

– اختبار مستويات المخدر في الدم بشكل دوري.    

– تشجيع ودفع المدمن للاندماج في أنشطة بعيدة عن البيئة التي دفعته إلى الإدمان.

وكما نرى فإن أغلب خطة العلاج تعتمد على علاجات غير دوائية وهذا يرجع إلى أنه رغم أن العديد من أنواع المخدرات يوجد أدوية مضادة لها تساعد على تخفيف أعراض انسحابها، إلا أن الكبتاجون ومشتقات الامفيتامين ليست من ضمن هذه القائمة حيث لا يوجد لها أدوية خاصة تساعد في مرحلة الانسحاب وفقًا للدراسات الطبية حتى الآن.

من هنا يتضح سبب الإحصائيات القائلة بأن إدمان مشتقات الامفيتامين يعتبر من أكثر أنواع الإدمان ارتباطًا بانتكاسات بعد التوقف عنه، كما أن وضع العوامل التالية في الاعتبار يساعد على تخطي مراحل علاج الإدمان على الكبتاجون بشكل أفضل:  

– الحصول على دعم عاطفي من الأسرة أو الأصدقاء أو شريك الحياة يمثل نقطة قوة.

– ينبغي أن يتم عمل بعض الترتيبات الاجتماعية السابقة لبدء العلاج مثل:

* الابتعاد عن الصحبة السيئة التي ترتبط بتناول الكبتاجون.

* ترتيب المسائل الخاصة بأجازات العمل خلال فترة العلاج.

* ترتيب الجوانب المادية الخاصة بمرحلة العلاج.

* عدم التردد في الحصول على مساعدة المراكز التطوعية المتخصصة في دعمك.  

– ينبغي أن يتم عمل بعض الترتيبات الخاصة بالمصحة العلاجية، و تشمل:

* تحديد المصحة ومكانها.

* معرفة التفاصيل المادية للعلاج.

* مقابلة الطبيب المعالج لفهم خطة العلاج و مراحله.

* معرفة الفترة التي سوف يتطلبها العلاج.  

 

ما هو أسرع و أفضل علاج للإدمان على الكبتاجون؟

كما أوضحنا في الفقرة السابقة، فإن برنامج علاج مدمني الكبتاجون قد يصل لمدة 16 أسبوع، ويجب أن يكون تحت إشراف طبي مباشر نظرًا إلى وجود جوانب عديدة تتطلب الخضوع لجلسات علاج نفسي متخصصة. لكن يبقى أفضل وأسرع طريق لعلاج إدمان الكبتاجون هو الإرادة القوية؛ حيث إن مشتقات الامفيتامين بشكل عام مشكلتها الأساسية في عدم وجود أدوية حتى الآن تساعد بشكل فعال في مراحل الانسحاب؛ لذا تكون الأهمية القصوى لأن يكون المدمن لديه إصرار و إرادة ورغبة حقيقية في التخلص من الإدمان.   و كقاعدة عامة فإن استجابة الأشخاص لبرنامج العلاج من الإدمان تختلف وفق عدة عوامل من أهمها:

– انتظام الشخص على العلاج داخل المصحة.

– عدم سعي الشخص لتهريب المخدر داخل المصحة.

– عمر المريض وحالته الصحية العامة.

– تناول المريض لأي أدوية أخرى تؤثر على برنامج علاج الإدمان.

– الحالة النفسية للمريض

 – الدعم النفسي والاجتماعي للمريض.  

 

كيف أتخلص من آثار الكبتاجون؟

التخلص من آثار الكبتاجون يتحقق تدريجيًا مع التوقف عنه؛ حيث تشير الدراسات إلى أن هناك تحسن يحدث في التركيب العضوي للمخ بتقنيات التصوير الطبي على مدار الشهور التالية للإقلاع عنه. من ناحية أخرى، فإن الدراسات العلمية تجرى لإيجاد دواء قادر على المساعدة في زيادة سرعة تخليص الجسم من آثار إدمان مشتقات الامفيتامين بشكل عام ومن ضمنها الكبتاجون، ومن أشهر الأدوية التي تخضع لاختبارات في هذا الصدد: – دواء الأيبوديلاست Ibudilast: وهو دواء في طور التجارب وتعتمد فكرته على تخفيف الآثار الضارة الناتجة عن اختلال نشاط الخلايا الداعمة المسماة glial cells في المخ والتي يرتبط اختلال نشاطها بإصابة خلايا المخ بالضرر.

– الأجسام المناعية: وهو طريق آخر للبحوث الطبية حيث يعمل على السعي لإيجاد أجسام مناعية ترتبط بالمخدر في مجرى الدم قبل وصوله للمخ وبالتالي تقلل من آثاره. ورغم أن بعض هذه الأبحاث قد حقق نتائج مبشرة في الأطوار الأولية للتجارب على الفئران إلا أنه ما زال في مراحل التجارب ولم يقر بعد كدواء يمكن استخدامه بشكل آمن للعلاج.  

 

مراكز علاج إدمان الكبتاجون:

برامج علاج الإدمان بشكل عام هي برامج مخصصة للتعامل مع الإنسان بكافة تعقيداته النفسية والسلوكية، بجانب الاختلافات في الحالة الصحية والتقدم في درجات الإدمان؛ لذا فإنه من الصعب أو المستحيل تطبيق برنامج واحد لعلاج الإدمان بحذافيره على كافة المدمنين. هناك عدة طرق للحصول على معلومات عن مراكز علاج إدمان الكبتاجون في بلدتك من خلال:

– السؤال في دائرة المعارف.

– سؤال شخص آخر نجح في الإقلاع عن الإدمان.

– مراجعة طبيب نفسي بشكل عام وهو يمكنه توجيهك لمركز مناسب.

– البحث على الانترنت عن المراكز الموجودة بمدينتك.  

و من أجل اختيار أفضل مركز لعلاجك يمكن أن تركز على العوامل التالية:

– مقابلة الطبيب المعالج بشكل مبدئي.

– فهم خطة العلاج العامة.

– السؤال عن النطاق الزمني للعلاج.

– السؤال عن تكاليف العلاج.

– الحرص على اختيار مركز ذو سمعة طيبة.

– مقابلة بعض الأشخاص الذين تم علاجهم في نفس المركز من قبل إذا أمكن.    

هكذا تنتهي جولتنا السريعة مع الكبتاجون، وهكذا يتضح لنا كيف يمكن أن يتحول البشر بتناول مثل هذا المخدر لآلات تتحرك بسرعة كبيرة ولكنها دون عقل متيقظ ودون قدرة حقيقية على الحكم على الأمور! و تذكروا دائمًا أنه لا يوجد ما يسمى تناول مخدر مرة واحدة من أجل التجربة، فتناوله لمرة واحدة لن يكون الأخير والشاهد على ذلك أن جميع المدمنين الذين تعجز الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية عن حصرهم، كل هؤلاء قرروا في البداية أن يجربوا الأمر مرة واحدة، وكانوا يعتقدوا أن المرة الأولى ستكون الأخيرة !!

علاج الادمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *